التنمية ،فى مفهومنا الاسلامي ، تستهدف الانسان اولا واخيرا ، فهى ليست تنمية غربية (رأسمالية أو ماركسية) ، بل تنمية اسلامية الأسلوب والغاية. فالتنمية الرأسمالية تؤدى الى مجتمعات استهلاكية فارغة الفؤاد ،قلقة النفس ،تجعل التكنولوجيا الهها المعبود ، وهى انانية تعيش بحبوحتها المادية على حساب بؤس الاخرين وفقرهم ؛ والتنمية والنمو على كل حال ،ليسا هدفا وغاية بل وسيلة لحياة انسانية افضل " والتطلع الى موقف انسانى غير خاضع للتكنولوجيا ليس رجعية ولا انهزامية بل موقف تقدمى وجهد بطولى " . والخرافة التى تقول( النمو هو التقدم ) ما هو الا (توراه الدمار ) كما يقول :ستيورات اودال .
والاسلوب الماركسى المادى يطعم الانسان فى الوقت نفسه الذي يقتل فيه انسانيته ، ويقود الى ظهور قطعان بشرية مسلوبة الارادة والحرية ، يتلاعب بها الحزب الراعي كيف يشاء ؛ "لذا فنظم النمو الاقتصادى المتقاربة فى الغرب ،حيث تنظر للعالم من الزاوية نفسها ،لا تصلح للمجتمع الاسلامي" .
كتاب
الحرمان والتخلف فى ديار المسلمين
د: نبيل صبحي الطويل